أسعار النفط ترتفع وسط احتمال فرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا
ارتفعت أسعار النفط مع احتمال فرض عقوبات أكثر صرامة على الخام الروسي، في وقت دعم النشاط في عمليات الشراء المعتمد على الخوارزميات المكاسب، بعد أن أبقت بيانات المخزونات الأميركية الأسعار فوق مستوى فني أساسي.
ارتفع خام “غرب تكساس” الوسيط بنسبة 2.2% وتجاوز 70 دولاراً للبرميل. وتجاهل السوق تضخم مخزونات البنزين والمقطرات الأميركية، ومراجعة آفاق الطلب من قبل منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”. ارتفع خام “برنت” فوق 73 دولاراً.
كانت بيانات الحكومة الأميركية الصادرة يوم الأربعاء مختلطة. حيث طغى السحب المتزايد من المخزون في منشأة التخزين الرئيسية في كوشينغ بولاية أوكلاهوما، على تراكم مخزونات البنزين، والذي بلغ 5.09 مليون برميل.
وعلى الرغم من تراجع الأسعار لفترة وجيزة بسبب إشارات على ضعف الطلب، فإن نشاط الشراء من المتداولين الخوارزميين دعم الأسعار، وبقي خام “غرب تكساس” الوسيط فوق مستوى فني أساسي.
العقوبات على روسيا
كتب دانييل غالي، استراتيجي السلع الأساسية في “تي دي سيكيوريتيز” (TD Securities) في مذكرة، أن “ما يسمى بمستشاري تداول السلع الأساسية من المرجح أن يشتروا خلال الجلسة، طالما أن الأسعار لم تنخفض عن 68.45 دولار”. وأضاف: “تفاقم نشاط الشراء بسبب مجموعة من برامج الشراء اللاحقة” في نطاق سعري يتراوح بين 69.35 و69.70 دولار.
وأضاف غالي أن تقريراً يفيد بأن إدارة جو بايدن تفكر في فرض عقوبات أكثر صرامة على تجارة النفط الروسية، قدم دعماً للمتداولين الخوارزميين للتشبث بإشارات الاتجاه هذه. وقد تؤدي العقوبات المحتملة إلى تضييق السوق، ودفع الأسعار إلى الارتفاع قبل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترمب منصبه. ووفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، لا تزال تفاصيل العقوبات المحتملة قيد الإعداد.
توقعات العرض والطلب
مع اقتراب عام 2025، أصبحت توقعات العرض والطلب أكثر تشوشاً، وأظهرت المخاوف من فائض الخام الذي كان في السابق يهيمن على السوق، علامات على التراجع. ويوم الثلاثاء، عكست إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتها لحدوث فائض، وباتت تتوقع حدوث عجز طفيف في العام المقبل.
على النقيض، أجرت “أوبك” أكبر تخفيض لها حتى الآن لتوقعات نمو الطلب العالمي لهذا العام، وخفضت التوقعات بنسبة 27% منذ يوليو. هبطت توقعات المجموعة لنمو الاستهلاك لعام 2024 بمقدار 210 ألف برميل يومياً، لكن المتداولين لم يتفاعلوا بشكل كبير مع هذه الأخبار، أبقوا استجابتهم صامتة، نظراً إلى أن التحالف “أدرك متأخراً” تدهور الطلب من الصين.
وقال دينيس كيسلر، نائب الرئيس الأول للتداول في “بي أو كيه فاينانشيال سيكيوريتيز” (BOK Financial Securities)، إن “توقعات الطلب المنخفضة من قبل أوبك يتم التعامل معها ببرود، لأنها تبدو وكأنها حجة للامتناع عن زيادة الإنتاج”.
وفي الوقت نفسه، تقود “وكالة الطاقة الدولية” السرد الذي يدفع الأسعار إلى الهبوط، حيث تتوقع فائضاً قدره مليون برميل يومياً في العام المقبل، رغم قرار “أوبك+” بتأخير زيادات الإنتاج. ومن المقرر أن تقوم وكالة الطاقة الدولية بتحديث توقعاتها هذا الأسبوع.
تداولت أسعار النفط الخام في نطاق 6 دولارات تقريباً منذ منتصف أكتوبر، محاصرة بين عوامل داعمة ومثبطة متنافسة، بما في ذلك التوترات في الشرق الأوسط، وتوقعات وفرة عالمية مدفوعة بتأخر الطلب في الصين.