أسعار النفط ترتفع مدعومة برهانات خفض الفائدة رغم مخاوف فائض المعروض

ارتفعت أسعار النفط بعدما أبدى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول انفتاحاً على خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، ما عوّض التأثيرات السلبية للتوقعات بحدوث وفرة في المعروض.
صعد سعر خام غرب تكساس الوسيط لتتم تسويته فوق مستوى 63 دولاراً للبرميل، فيما استقر خام برنت قرب 68 دولاراً، بعد أن جاءت تصريحات باول المرتقبة أكثر ميلاً للتيسير النقدي مما توقعه المستثمرون.
الفائدة المنخفضة تنعكس إيجاباً على أسعار النفط
من المرجح أن تستفيد أسعار عقود النفط الآجلة من تكاليف الاقتراض الأرخص التي يُتوقع أن تحفز النشاط الاقتصادي وتزيد الطلب على الوقود. كما أن أسعار الفائدة المنخفضة تُخفف من أعباء التمويل والتخزين التي تجعل من الاحتفاظ بمراكز نفطية أكثر كلفة عند ارتفاع الفائدة.
رئيس الاحتياطي الفيدرالي يترك الباب مفتوحاً أمام خفض الفائدة في سبتمبر
لكن مكاسب النفط تبقى محدودة بفعل استمرار التوقعات بأن الأسواق العالمية ستواجه فائض إمدادات بعد انتهاء ذروة الطلب الصيفي. وتراجعت الأسعار بأكثر من 10% منذ بداية العام وسط مخاوف من أن تضر الرسوم الجمركية الأميركية بالنمو الاقتصادي بالتزامن مع عودة الإمدادات إلى الأسواق من قبل دول تحالف “أوبك+”.
تطورات جيوسياسية
وعلى الصعيد الجيوسياسي، جدد مستشار التجارة في البيت الأبيض بيتر نافارو انتقاداته للهند بسبب مواصلة شراء النفط الروسي، وقال إنه يتوقع مضاعفة الرسوم الأميركية على واردات البلاد كما هو مقرر في 27 أغسطس.
كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب هدد برفع الرسوم الجمركية على السلع الهندية إلى 50%، نصفها يعود إلى مشتريات النفط الروسي. ومع ذلك، استأنفت شركات التكرير في الهند شراء الخام بعد توقف قصير، فيما قال مسؤول روسي إنه يتوقع استمرار التدفقات.
ترمب يهدد بفرض عقوبات على روسيا إذا لم ينتهِ الصراع في أوكرانيا
ولم تظهر إشارات على تقدم في التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا يوم الجمعة، إذ قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إنه لم يجرِ أي اتصال مع روسيا بشأن محادثات محتملة.
نطاق ضيق
بينما تذكّر تصريحات نافارو الأخيرة بالمخاطر المرتبطة بالطاقة الروسية في وقت يسعى فيه ترمب لإنهاء الحرب الأوكرانية، فإن أسعار النفط بقيت في الأسابيع الأخيرة ضمن نطاق ضيق وسط تداولات صيفية هادئة. ومع عودة المتعاملين من إجازاتهم في الأيام المقبلة، سيواجهون سوقاً يُتوقع على نطاق واسع أن تشهد فائض إمدادات في الربع الرابع.
وكتب محللو “مورغان ستانلي” بقيادة مارتين راتس وشارلوت فيركينز في مذكرة: “تتجه سوق النفط نحو فائض في الفصول المقبلة يُعتبر كبيراً بشكل غير معتاد، لكنه في الوقت نفسه متوقع على نطاق واسع. الأولى تشير إلى أن الأسعار ستضعف على الأرجح، أما الثانية فتشير إلى أن البيع لن يكون فوضوياً”.