أسعار النفط تتراجع وسط تقييم للعقوبات المفروضة على روسيا

تراجعت أسعار النفط مع انحسار الصعود الحاد الذي أعقب العقوبات الأميركية على منتجين روس رئيسيين، وسط إشارات متزايدة على فائض في الإمدادات العالمية.
انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.9% لتتم تسويته بالقرب من مستوى 60 دولاراً للبرميل، متكبداً أكبر تراجع يومي منذ أكثر من أسبوعين. ويبدو أن المستثمرين متمركزين بشكل أفضل للعودة للرهان على تراجع الأسعار في ظل وفرة المعروض، بعد موجة تصفية ضخمة للمراكز المضاربية.
النفط المنقول بحراً عند أعلى مستوياته
وصلت كميات النفط المنقولة بحراً إلى مستوى قياسي جديد، ما يشير إلى استمرار زيادة الفائض في السوق، فيما قد يتفق تحالف “أوبك+” خلال اجتماعه هذا الأسبوع على زيادة الإنتاج.
صادرات النفط الروسي المنقولة بحراً تشهد أكبر انخفاض منذ نوفمبر
فرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأسبوع الماضي عقوبات على أكبر شركتين روسيتين منتجتين للنفط، هما “لوك أويل” (Lukoil) و”روسنفت” (Rosneft)، للضغط على الكرملين من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا. وأدت الخطوة إلى أكبر عملية تصفية مراكز في العقود الآجلة في التاريخ، بعد أن كانت رهانات صناديق التحوط على هبوط الأسعار عند أعلى مستوياتها قبل العقوبات.
أشعلت تلك التطورات ارتفاعاً حاداً في الأسعار، وهو ما جعل المراكز الاستثمارية المراهنة على الهبوط أكثر وضوحاً. كما يُتوقّع أن تتفاقم التقلبات مع اقتراب موعد انتهاء صلاحية عشرات الآلاف من عقود خيارات خام برنت المتركزة قرب 65 دولاراً للبرميل.
الأسواق تترقب فعالية العقوبات على روسيا
ما تزال تداعيات العقوبات غير واضحة، إذ يراقب المتعاملون خطوات الشركات الصينية والهندية، أكبر مشتري النفط الروسي.
وقال أولي هفالباي، المحلل في بنك “إس إي بي” (SEB): “السوق بدأت الآن تتساءل عن مدى فعالية العقوبات فعلاً، فبينما يبدو الحظر الكامل خطوة دراماتيكية، تظل آليات التنفيذ غامضة، وحتى الآن لا توجد مؤشرات على تعطل الإمدادات الروسية”.
تسعى إحدى شركات التكرير الهندية للحصول على شحنات من خارج روسيا، بينما يدرس آخرون إمكانية الاستمرار في شراء بعض شحنات النفط الروسي المخفضة عبر موردين صغار بدلاً من “لوك أويل” و”روسنفت”.
المصافي الحكومية الهندية تدرس بدائل النفط الروسي بعد العقوبات
وقال أنوج جاين، المدير المالي في شركة “إنديان أويل كورب” (Indian Oil Corp)، خلال مؤتمر عبر الهاتف الثلاثاء، إن الشركة “لن تتوقف تماماً عن شراء الخام الروسي طالما أنها تلتزم بالعقوبات الدولية”. وفي المقابل، زادت إحدى المعالجات الخاصة في الصين مشترياتها من الإمدادات الروسية بعد فرض العقوبات، ما يعكس تباين ردود الفعل في الأسواق.
شركات روسية تتأثر بالعقوبات
قالت “لوك أويل” إنها تعتزم بيع أصولها الدولية، بينما تواجه شركة “ليتاسكو” (Litasco) لتجارة النفط، التابعة لها ومقرها جنيف، عزوفاً من البنوك عن التعامل معها، في حين يفكر بعض موظفيها في مغادرتها. وتراجعت شحنات الخام الروسي المنقولة بحراً، إلا أن محللين يرجحون أن يكون السبب سوء الأحوال الجوية أكثر من تأثير العقوبات.
“لوك أويل” الروسية تدرس بيع أصول دولية بعد العقوبات الأميركية
يتجه النفط نحو تسجيل خسائر للشهر الثالث على التوالي، مع استمرار مخاوف من حدوث فائض في الضغط على الأسعار، في وقت يرفع كلٌّ من “أوبك+” والمنتجين من خارج التحالف مستويات إنتاجهم. كما يتابع المتعاملون التقدم في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إذ من المقرر أن يلتقي الرئيسان دونالد ترمب وشي جين بينغ خلال قمة يوم الخميس، بعدما مهد المفاوضون الطريق لاتفاق محتمل.
وقال ترمب إنه قد يتطرق لقضية واردات النفط الروسي خلال لقائه المرتقب مع شي.



