تراجعت أسعار النفط وسط حالة عدم يقين بشأن خطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب للرسوم الجمركية والتي خيّمت على التوقعات الاقتصادية.
هبطت أسعار عقود خام غرب تكساس الوسيط الآجلة 0.4% لتتم تسويتها فوق مستوى 71 دولاراً للبرميل، بعد صعودها 3.1% يوم الإثنين. وتراجع مؤشر الأسهم الأميركية “إس آند بي 500” (S&P 500) مع استعداد ترمب للإعلان عن خطط الرسوم الجمركية المتبادلة التي أثارت المخاوف بشأن قوة أكبر اقتصاد في العالم.
وهدد ترمب أيضاً بفرض “رسوم جمركية ثانوية” على مشتري النفط الروسي، مما قد يضر بتدفقات النفط من أحد أكبر ثلاثة منتجين في العالم، قبل أن يخفف من لهجته في وقت لاحق. وفي سياق آخر، قال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إن أي هجوم من جانب الولايات المتحدة أو إسرائيل سيقابل “بضربة انتقامية حازمة”.
السوق تترقب حجم الطلب على النفط
“هناك قائمة من الأمور التي قد تعطل العرض، ولا يزال معظمها يشهد تطورات في الوقت الفعلي” وفق ما كتب محللو “رويال بنك أوف كندا”، بما في ذلك برايان ليسين وهيليما كروفت، في مذكرة، وأضافوا :”ومع ذلك، هناك الآن مخاطر لتراجع الطلب أكبر مما توقع الكثيرون نهاية العام الماضي. وأصبحت العوامل المؤثرة على السوق أقل وضوحاً، مما أثر على المشاركة بشكل واسع في سوق النفط”.
وزاد زخم التوقعات المتفائلة للأسعار على الأجل القصير وسط تهديد ترمب بفرض عقوبات على روسيا، إذ تشير الفروق الزمنية الرئيسية إلى قلة الإمدادات بالسوق، وارتفعت أسعار المشتقات المرتبطة بمؤشر سعر نفط بحر الشمال الحيوي. في الوقت نفسه، دخل خام غرب تكساس الوسيط منطقة ذروة الشراء على مؤشر القوة النسبية لمدة تسعة أيام للمرة الأولى منذ تولي ترمب منصبه، مما يشير إلى أن الارتفاع الذي استمر ثلاثة أسابيع الماضية ربما اقترب من التوقف.
أنهت أسعار النفط تعاملات الربع الأول من العام دون تغيير ملحوظ، رغم التقلبات السعرية الكبيرة وسط معاناة التجار من المخاطر الجيوسياسية والتوقعات بحدوث فائض في المعروض وزيادة الإمدادات من “أوبك+” بدءاً من هذا الشهر. ورغم أن تشديد العقوبات على إيران وروسيا قد يؤدي يقلص الإمدادات، فإن الرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة قد تضر بالنمو العالمي والطلب على الطاقة.
