انخفضت أسعار النفط بعد أن هدد الرئيس دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على الصين والاتحاد الأوروبي، في حين واصل التجار تقييم تداعيات العقوبات الأميركية غير المسبوقة على روسيا.
انخفضت عقود “برنت” تسليم مارس لتستقر عند 79 دولاراً للبرميل، في حين استقر خام “غرب تكساس” الوسيط عند أقل من 76 دولاراً للبرميل، بعد التأرجح بين المكاسب والخسائر لمعظم جلسة الأربعاء. كان الانخفاض الأخير في أسعار النفط الخام مدفوعاً جزئياً بالتداعيات الهبوطية لمخاوف تجدد الحروب التجارية العالمية، والتي تشكل مخاطر على الاستهلاك والنمو.
وسع ترمب يوم الأربعاء تهديداته لتشمل تعريفة جمركية بنسبة 10% على الصين والاتحاد الأوروبي، وهما من أكبر أسواق الطاقة في العالم. تأتي التهديدات الجديدة في أعقاب خطط ترمب لفرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على السلع من كندا والمكسيك، وهما من كبار موردي الخام للولايات المتحدة.
تدفع إمكانية فرض رسوم جمركية على النفط الكندي، بالموردين إلى إرسال كميات كبيرة من الخام إلى الولايات المتحدة، تجنباً للتأثر من إمكانية فرض رسوم. ومع ذلك، حذرت مجموعة “غولدمان ساكس” العام الماضي من أن التعريفات الجمركية على كندا ستؤدي إلى ارتفاع تكاليف البنزين للمستهلكين الأميركيين.
الهند تتوقع تضرر الإمدادات
بالإضافة إلى ذلك، لا تزال العقوبات المفروضة على نفط روسيا ترخي بظلالها على السوق. وقالت شركة التكرير المملوكة للدولة “إنديان أويل كورب” (Indian Oil Corp) إنها تتوقع تضرر الإمدادات بما يصل إلى مليوني برميل يومياً جراء هذه العقوبات.
ارتفعت أسعار خام دبي مقارنة بالمؤشرات الأخرى، حيث يتدافع التجار للحصول على إمدادات بديلة. وقال ترمب إنه من المرجح أن يفرض المزيد من العقوبات على موسكو، إذا لم يتفاوض الرئيس فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا.
لا تزال أسعار الخام مرتفعة هذا العام، وذلك بسبب العقوبات على روسيا، والطقس البارد في نصف الكرة الشمالي. تسببت عاصفة شتوية تاريخية في برودة شديدة من تكساس إلى نورث كارولينا يوم الأربعاء، مما أدى إلى قلب أسواق الطاقة الإقليمية.
قالت رزان هلال، محللة السوق في “فوركس دوت كوم” (Forex.com) إن “اتجاه النفط الصعودي لعام 2025 يعكس زخماً صعودياً غير مستدام، مدفوعاً في المقام الأول بعوامل عابرة مثل الطلب الشتوي، وتعزيز الصادرات الصينية قصيرة الأجل قبل مخاطر التعريفات الجمركية، والتحوط ضد المخاطر الصعودية التي تحركها العقوبات الأميركية على النفط الروسي”.
وقد تم الحد من سلسلة الانخفاضات الأخيرة من خلال متوسط التحرك لخام “غرب تكساس” الوسيط على مدى 200 يوم، والذي يعمل بمثابة أرضية للخسائر.
