تخلت أسعار النفط عن مكاسبها التي سجلتها في بداية الأسبوع بعد أن أظهر تقرير حكومي زيادة مفاجئة في مخزونات الخام الأميركية وسط مخاوف من حدوث فائض عالمي بالإمدادات في وقت لاحق من العام.
انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط 1.8% لتتم تسويته عند مستوى 77 دولاراً للبرميل، في حين هبط سعر مزيج برنت دون مستوى 80 دولاراً. ارتفعت مخزونات النفط الأميركية بمقدار 1.36 مليون برميل الأسبوع الماضي، لتنهي سلسلة من الانخفاض استمرت ستة أسابيع. ويخالف هذا الرقم بشكل حاد تقديرات معهد البترول الأميركي البالغة 5.2 مليون برميل.
سجل الفارق الفوري لخام غرب تكساس الوسيط أكبر هبوط في ثلاثة أسابيع ليصل إلى 1.17 دولار، في إشارة إلى التحول إلى توقعات أقل للعرض. ولكن هناك نقطة مضيئة للمراهنين على ارتفاع الأسعار: وهي تراجعت مخزونات البنزين، بينما هبطت مخزونات نواتج التقطير أيضاً، في علامة على استمرار الطلب خلال موسم القيادة الصيفي في أميركا الشمالية.
انخفاض الأسعار على المدى القصير
قال بريان كيسينز، العضو المنتدب في شركة “تورتويز كابيتال أدفايزرز”، إن زيادة المخزونات غير المتوقعة قد تؤدي إلى انخفاض الأسعار “على المدى القصير”، و”خلال الأيام المقبلة، أتوقع أن تعود المخاطر الجيوسياسية لتتصدر المشهد على الأرجح”.
على صعيد آخر، جاءت بيانات التضخم في الولايات المتحدة الصادرة يوم الأربعاء متماشية إلى حد كبير مع التوقعات، مما أبقى على التوقعات بخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الشهر المقبل.
مرت أسعار النفط بأسبوع متقلب، فبعد ارتفاعها بحدة يوم الاثنين، عادت للانخفاض في اليوم التالي. أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى توقعها بحدوث فائض عالمي في الربع الرابع إذا واصل تحالف “أوبك+” خططه لاستعادة الإنتاج في أكتوبر. وقلصت منظمة البلدان المصدرة للبترول أيضاً توقعاتها للطلب العالمي خلال العامين الحالي والمقبل، مستندة إلى تعديل توقعاتها لآفاق الصين بالخفض.
عاد المتداولون المعتمدون على الخوارزميات إلى المشاركة في المراكز المراهنة على هبوط الأسعار يوم الأربعاء، لتسجل مجموعة المستثمرين الآن صافي بيع بنسبة 55% في مزيج برنت مقارنة بـ27% في بداية اليوم، وفقاً لتقديرات مجموعة “بريدجتون ريسرش غروب”.
وعلى صعيد آخر، لا تزال هناك مخاطر تتمثل في التوقعات بأن تؤدي ضربة انتقامية من جانب إيران على إسرائيل إلى ارتفاع أسعار النفط. قالت الولايات المتحدة إن احتمال وقوع هجوم زاد، وأنه قد يحدث هذا الأسبوع، ما دفع المتعاملين للسعي للتحوط في أسواق الخيارات.
