اخر الاخبار

أسعار النفط تتراجع بانتظار وضوح الرؤية بشأن رسوم ترمب

تراجعت أسعار النفط مع ضعف في الأسواق الأوسع بعد صدور بيانات تضخم أميركية أسوأ من المتوقع، وتوجه متداولي الخام إلى جني الأرباح بعد وصول الأسعار إلى أعلى مستوياتها في ستة أسابيع.

انخفض خام “برنت” لشهر أكتوبر بنسبة 1.1% ليستقر عند 71.70 دولار للبرميل، كما تراجع خام “غرب تكساس” الوسيط بنسبة 1.1% يوم الخميس، ليستقر دون 70 دولاراً للبرميل، ما أنهى سلسلة مكاسب استمرت ثلاثة أيام. ومع ذلك، تبقى الأسعار ضمن نطاق تداول محدود في ظل ترقب المتعاملين لمؤشرات أوضح حول توازن العرض والطلب.

قال فرانك مونكام، رئيس قسم التداول الكلي في شركة “بافالو بايو كوموديتيز”: “المستثمرون يتوخون الحذر لعدم المبالغة في دفع الأسعار صعوداً قبل اتضاح الصورة بشأن أوبك أولاً وروسيا ثانياً، خلال عطلة نهاية الأسبوع”، بالإضافة إلى اقتراب موعد فرض الرسوم الجمركية الأميركية في الأول من أغسطس.

كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلن أنه سيفرض رسوماً جمركية على صادرات الهند، بالإضافة إلى عقوبات على وارداتها من الطاقة الروسية بدءاً من الأول من أغسطس، في أحدث تصريحاته التي أبدى فيها استياءه من غياب وقف لإطلاق النار في أوكرانيا.

ورغم أن التأثير المحتمل على السوق في حال تعطلت مشتريات الهند من النفط قد يكون كبيراً، إذ ستضطر موسكو للبحث عن مشترين جدد إذا خسرت أحد أكبر عملائها، إلا أن التحركات المحدودة للأسعار تعكس قناعة سائدة بأن ترمب لن ينفذ تهديداته في الوقت الراهن.

سوق النفط لا تتحرك إلا أمام اضطرابات حقيقية

تمثل هذه التطورات أحدث دليل على أن سوق النفط لا تتفاعل حالياً إلا مع الاضطرابات الفعلية في الإمدادات. فرغم تهديد ترمب مراراً بخطوات قد تضر بالإنتاج في دول منتجة مثل فنزويلا وإيران وروسيا منذ توليه المنصب، لم يحدث حتى الآن أثر كبير على الإمدادات العالمية، حتى في أعقاب القصف الأميركي لمنشآت نووية إيرانية.

تسعى مصافي تكرير النفط في الهند للحصول على توجيهات من الحكومة في نيودلهي. وقال مسؤول تنفيذي بارز في إحدى الشركات الكبرى إن شركته ستحاول زيادة وارداتها من الشرق الأوسط وأفريقيا، كما ستطلب إرشادات حكومية حول كيفية التصرف.

وكتب محللو “غولدمان ساكس”، بمن فيهم يوليا جيستكوفا غريغسبي، في تقرير: “العثور على بديل للنفط الروسي في السوق العالمية سيكون أمراً صعباً”. وأضافوا: “رغم أن التفاصيل الدقيقة للعقوبات الاقتصادية المحتملة لا تزال غير واضحة، إلا أن المستثمرين يركزون على المخاطر الناجمة عن فرض تعرفة جمركية بنسبة 100% على الدول التي تستورد النفط الروسي”.

اقرأ أيضاً: كيف تحل الهند معادلة تعريفات ترمب؟

تصعيد تجاه إيران وتداعيات محدودة على السوق

جاء تهديد ترمب قبل ساعات فقط من فرض الولايات المتحدة أكثر حزمة عقوبات متعلقة بإيران خلال السنوات السبع الماضية، حيث استهدفت شبكة شحن دولية يديرها تاجر النفط البارز حسين شمخاني، نجل أحد كبار مستشاري المرشد علي خامنئي.

ورغم أن هذه الإجراءات شكلت أكبر تصعيد في العقوبات منذ عودة ترمب إلى الرئاسة، قال مسؤولون أميركيون إنهم لا يتوقعون أن تؤدي إلى اضطراب مستدام في أسواق النفط العالمية، مشيرين إلى أن معظم النفط الذي تبيعه الشبكة يتجه إلى الصين.

تُظهر هذه الإجراءات مجتمعة حجم التقلبات التي يتعين على متداولي النفط التعامل معها في ظل الأخبار المتسارعة.

شركات النفط تتبنى نهجاً حذراً وسط تقلبات متزايدة

فرض ترمب أيضاً موعداً نهائياً في الأول من أغسطس للدول لإبرام اتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة، وقد توصلت كل من كوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي مؤخراً إلى اتفاقات.

تسببت هذه المخاطر في صعوبات متزايدة أمام كبار متداولي النفط الفعليين في العالم لتحقيق أرباح.

اقرأ أيضاً: ترمب يمنح المكسيك 90 يوماً قبل تطبيق الرسوم الجمركية المرتفعة

وقال الرئيس التنفيذي لشركة “شل” وائل صوان، يوم الخميس، إن شركته اعتمدت نهجاً دفاعياً في تداول الخام خلال الربع الماضي نتيجة التقلبات الكبيرة، وهو ما يشابه تصريحات لرؤساء شركات نفطية كبرى في الأسابيع الأخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *