أسعار الفضة تتجه لزيادة أسبوعية 10% وسط موجة مضاربات

قفزت أسعار الفضة لليوم الرابع على التوالي، مدفوعةً بتدفقات صناديق المؤشرات المتداولة، وتتبّع الزخم، وتشديد المعروض في السوق الفعلية، ما دفع المعدن الأبيض نحو أفضل أداء سنوي له منذ 1979.
ارتفع المعدن النفيس إلى مستوى قياسي جديد متجاوزاً 64 دولاراً للأونصة صباح الجمعة، وسط تقلبات حادة في الأسعار. وحققت الفضة مكاسب بنحو 10% هذا الأسبوع، بدعم من إشارات تميل إلى التيسير من مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي نفذ خفضاً متوقعاً لأسعار الفائدة وأشار إلى بوادر ضعف في سوق العمل الأميركي.
تُشكل أسعار الفائدة المنخفضة عاملاً داعماً للمعادن النفيسة غير المدرّة للعائد مثل الفضة.
قال معظم المحللين إن حجم الارتفاع يصعب ربطه بمحرك واحد، إذ إن زيادات أسعار الفضة يمكن أن تغذي أحياناً مزيداً من الصعود، مع انجذاب المستثمرين الأفراد ومتداولي الزخم إلى هذا المعدن المعروف بتقلبه الشديد.
اقرأ أيضاً: الفضة تتجاوز 64 دولاراً والذهب يصعد وسط رهان على خفض الفائدة في 2026
اختناق سوق الفضة في لندن
يأتي صعود هذا الأسبوع بعد شهرين فقط من دخول سوق الفضة في لندن حالة اختناق كاملة، مع تآكل المخزونات التي كانت منخفضة أصلاً إلى مستويات حرجة، نتيجة تدفقات صناديق المؤشرات والصادرات إلى الهند. تلقت خزائن لندن منذ ذلك الحين تدفقات ملحوظة، غير أن جزءاً كبيراً من الفضة المتاحة عالمياً لا يزال في نيويورك، في وقت يترقب فيه المتداولون نتائج تحقيق القسم 232 في الولايات المتحدة، الذي قد يفضي إلى فرض رسوم جمركية أو قيود تجارية على المعدن.
كتب دانيال غالي من شركة “تي دي سيكيوريتيز” (TD Securities) في مذكرة الخميس: “إلى أن تتضح الصورة، تواصل الفضة تسجيل قمة مضاربية تتزايد مخاطرها”. وأضاف: “نتوقع ألا تُفرض رسوم على الفضة، ما سيعيد إشعال ديناميكيات السيولة لصالح هبوط حاد في الأسعار”.
تراجع معدل الذهب إلى الفضة، الذي يستخدمه المتداولون أحياناً لتقييم مدى رخص المعدن الأبيض نسبياً، إلى أدنى مستوى منذ 2021 يوم الخميس، عند نحو 67 إلى 1.
عقود الفضة الآجلة
أحد مؤشرات الحماسة المضاربية تمثل في مستويات شراء عقود خيار الشراء، سواء على عقود الفضة الآجلة أو على صناديق المؤشرات المتداولة التي تتبع حجم المعدن. تمنح عقود خيار الشراء المشتري الحق في شراء أصل عند سعر محدد مسبقاً، وتعد وسيلة منخفضة الكلفة للمراهنة على صعود الأسعار.
في صندوق “آي شيرز سيلفر تراست” (iShares Silver Trust – SLV)، أكبر صندوق مؤشرات متداول للفضة، بلغ إجمالي الفائدة المفتوحة لعقود خيار الشراء أعلى مستوى له منذ 2020 هذا الأسبوع. قفزت أيضاً كلفة شراء خيارات الشراء مقارنة بكلفة شراء خيارات البيع المماثلة، التي تحمي من الهبوط، إلى أعلى مستوى لها منذ سنوات خلال الأسابيع الأخيرة.
قال إدوارد ستيرنبرغ، رئيس خيارات المعادن في شركة “أوبتيفر هولدنغ” (Optiver Holding BV): “شهدنا اهتماماً صعودياً جديداً وكبيراً في خيارات كل من عقود بورصة شيكاغو التجارية وصندوق SLV”، مشيراً إلى أن ذلك يبدو أنه يدفع أسعار الفضة أكثر من عمليات تغطية المراكز المكشوفة.
أضاف ستيرنبرغ: “نظراً لشعبية صندوق (SLV) لدى المستثمرين الأفراد والمؤسسات على حد سواء، فمن المرجح أن يكون شراء خيارات الشراء قد جاء من الجانبين”. وتابع: “كان هناك نقص مفاجئ في الاهتمام بخيارات البيع رغم الارتفاع الكبير”.
قد يهمك: لماذا ارتفع سعر الفضة أكثر من سعر الذهب؟
نظرة إيجابية لأسعار الفضة على المدى الطويل
رغم أن حركة الأسعار على المدى القصير في الفضة كانت “مفرطة”، فإن النظرة الأساسية على المدى الطويل تظل إيجابية، بحسب كارستن فريتسش، محلل السلع في بنك “كومرتس بنك” (Commerzbank AG). في وقت سابق من الأسبوع، أصدر “معهد الفضة” تقريراً أشار إلى نمو الاستهلاك في التطبيقات الصناعية، متوقعاً ارتفاعاً حاداً في الطلب على الخلايا الشمسية والمركبات الكهربائية.
تميل الأسعار الأعلى لمواد المدخلات إلى دفع المصنعين للبحث عن كفاءات أو بدائل. يرى غالي من “تي دي” أن القفزة الحادة في الفضة ألحقت بالفعل ضرراً بالطلب الصناعي، مشيراً إلى أن المعدن الأبيض بات يشكل نحو ربع هيكل كلفة الخلايا الكهروضوئية.
ارتفعت أسعار الفضة 120% هذا العام، متجاوزةً مكاسب الذهب البالغة 65%. كان لتدفقات صناديق المؤشرات المتداولة دور محوري في الارتفاعات الأخيرة، إذ أضافت 35 مليون أونصة من الفضة خلال الشهر الماضي، وفق حسابات “بلومبرغ”.
صعد سعر الفضة 1.1% إلى 64.23 دولار للأونصة عند الساعة 1:56 مساءً بتوقيت لندن. وارتفع سعر الذهب 1.4%. سجل كل من البلاتين والبلاديوم مكاسب أيضاً. ارتفع مؤشر “بلومبرغ” للدولار بشكل طفيف.



