أزمة اليابان والصين تتصاعد.. ورئيسة الوزراء: لن أتراجع عن تصريحاتي

رفضت رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايشي مطالب الصين بالتراجع عن تصريحاتها الأخيرة بشأن تايوان، مؤكدة أنه لا تغيير في موقف طوكيو تجاه كيفية التعامل مع أي أزمة كبرى تمس الأمن الإقليمي.
كانت تاكايشي قد أصبحت أول رئيسة وزراء يابانية منذ عقود تربط علناً بين اندلاع أزمة في مضيق تايوان وإمكانية نشر قوات يابانية، ما أثار غضب بكين التي ردّت بتصعيد تصريحاتها وبخطوات اقتصادية عقابية.
اقرأ أيضاً: الصين تصعّد الخلاف مع اليابان بحظر جديد
منذ ذلك الحين، التزمت تاكايشي الموقف الأكثر غموضاً الذي دأب رؤساء الوزراء السابقون على تبنيه، وفي تصريحات للصحفيين يوم الجمعة قبل مغادرتها لحضور قمة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا، أعادت التأكيد على هذا النهج.
لدى سؤالها عما إذا كانت تعتزم سحب التصريحات التي أغضبت بكين، قالت تاكايشي: “فيما يتعلق بوضع يهدد وجود اليابان، ستتخذ الحكومة حكماً شاملاً استناداً إلى كل المعلومات المتاحة، مع أخذ الظروف الخاصة بكل حالة فعلية عند وقوعها في عين الاعتبار”،
وأضافت: “أوضحت هذا الموقف مراراً. ولا يزال موقف الحكومة ثابتاً”.
اختبار صيني لرئيسة وزراء اليابان
يشكل الخلاف مع الصين أول اختبار دبلوماسي كبير لتاكايشي منذ توليها رئاسة الحكومة الشهر الماضي. ورغم الضغط الكثيف الذي تمارسه الصين عبر مسؤولين ودبلوماسيين ووسائل إعلام رسمية لدفعها للتراجع عن تصريحاتها، سعت تاكايشي وكبار المسؤولين في فريقها لتهدئة الأجواء وتجاوز الأزمة.
لكن هذا النهج لم يحقق نتائج حتى الآن. إذ قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ في إفادة صحفية في بكين الجمعة إن على اليابان “تصحيح التصريحات والأفعال الخاطئة فوراً، واتخاذ خطوات عملية للوفاء بالتزاماتها تجاه الصين”.
توتر العلاقات اليابانية الصينية
تاكايشي قالت في تصريحاتها الجمعة إنها تأمل بمواصلة العمل على تحسين العلاقات بعد لقائها الرئيس الصيني شي جين بينغ على هامش قمة “أبيك” في كوريا الجنوبية الشهر الماضي، مضيفة: “أكدنا أنا والرئيس شي على الاتجاه العام لتعزيز علاقتنا الاستراتيجية والمتبادلة المنفعة، لبناء علاقة بناءة ومستقرة. ولم يطرأ أي تغيير على هذا الموقف”.
ومن المقرر أن تُمثل الصين في قمة مجموعة العشرين برئيس وزرائها لي تشيانغ، غير أنه لا توجد حالياً أي خطط لعقد اجتماع بينه وبين تاكايشي.
وقالت ماو نينغ للصحفيين الأربعاء أنه إذا رفضت طوكيو التراجع عن تصريحات تاكايشي بشأن تايوان التي أغضبت بكين، فإن الصين ستتخذ “إجراءات مضادة خطيرة”.
الصين تضغط اقتصادياً على طوكيو
كانت الصين قد ردّت بالفعل بسلسلة من الإجراءات الاقتصادية وبتهديدات بمزيد من الانتقام، إذ نصحت السائحين بعدم زيارة اليابان، وعلقت التحركات لاستئناف واردات المأكولات البحرية اليابانية، وأوقفت الموافقات على الأفلام اليابانية الجديدة. حتى الآن، لم تهدد بعرقلة إمدادات المعادن النادرة إلى اليابان.
يذكر أن النزاع اندلع بعدما قالت تاكايشي إنه إذا جرى استخدام القوة العسكرية في أزمة متعلقة بتايوان، فيمكن اعتبار ذلك “وضعاً يهدد بقاء اليابان”، وهو تصنيف قد يقدم مبرراً قانونياً لليابان لنشر قواتها من أجل المساعدة في الدفاع عن دول صديقة.
اقرأ أيضاً: الصين تتهم تاكايشي بإحياء “الشياطين العسكرية” في اليابان
كما بدا أن اجتماعاً عُقد في وقت سابق هذا الأسبوع بين دبلوماسيين يابانيين وصينيين لم يُسهم كثيراً في تهدئة التوترات، إذ أعرب الجانب الصيني عن عدم رضاه عن نتائج المحادثات.



