أرباح “إكسون” تفوق التوقعات بفضل زيادة إنتاج نفط غيانا

تفوقت شركة “إكسون موبيل” (Exxon Mobil Corp) على توقعات وول ستريت للربع السادس على التوالي، بعد أن بدأت الإنتاج في مشروعها النفطي الرابع في غيانا.
سجّلت الشركة أرباح معدّلة للربع الثالث بلغت 1.88 دولار للسهم، أي أعلى بـ7 سنتات من متوسط تقديرات استطلاع أجرته “بلومبرغ” للمحللين. كما رفعت “إكسون” توزيعات أرباحها السنوية للعام الثالث والأربعين على التوالي.
تمضي شركة “إكسون” قدماً في تنفيذ سلسلة من مشروعات التوسّع، رغم تراجع أسعار النفط ومخاوف تخمة الإمدادات العالمية مع ضخّ تحالف “أوبك+” مزيداً من المعروض في الأسواق العالمية.
مديونية منخفضة لدى “إكسون”
قال الرئيس التنفيذي، دارين وودز، في بيان، إن ثمانية من أصل عشرة مشروعات خُطط لإطلاقها العام الجاري قد بدأت بالفعل، فيما يسير المشروعان المتبقيان “وفق الجدول الزمني المحدد”.
يراهن وودز على أن انخفاض مستوى ديون “إكسون” يمنحها مساحة كافية لتمويل مشروعات النمو، الممتدة من النفط الخام في البرازيل إلى الصناعات الكيميائية في الصين، مع الحفاظ في الوقت ذاته على برنامج إعادة شراء أسهم سنوي بقيمة 20 مليار دولار، رغم ضعف أسعار النفط.
طالع أيضاً: هدوء مؤقت في استحواذات شركات النفط بعد صفقات بـ265 مليار دولار
ويهدف وودز إلى جعل الشركة مستعدة لاقتناص الفرص عند انتعاش أسعار السلع الأساسية، والتي يرجّح المحللون انتعاشها العام المقبل.
استفادت أرباح الربع الثالث من بدء تشغيل مشروع “يلو تيل” (Yellowtail) في غيانا، بطاقة إنتاجية تبلغ 250 ألف برميل يومياً، وهو أكبر مشروع نفطي في تاريخ البلاد حتى الآن.
“إكسون” تسعى لزيادة إنتاج النفط والغاز
أنفقت شركة “إكسون موبيل” نحو 2.4 مليار دولار على ما وصفته بـ”استحواذات النمو” خلال تلك الفترة، شملت عدداً من الصفقات لقطع أراضٍ في حوض برميان، حيث بلغ الإنتاج مستوى قياسياً عند 1.7 مليون برميل يومياً.
اقرأ أيضاً: عمالقة النفط ينضمون إلى “أوبك” في زيادة الإنتاج رغم تراجع الأسعار
بعد أعوام من المعاناة لوقف تراجع الإنتاج، تعمل “إكسون موبيل” حالياً على زيادة إنتاج الوقود الأحفوري، إذ يتوقع المحللون ارتفاع إنتاجها من النفط والغاز الطبيعي بنحو 5% العام المقبل، وفق بيانات جمعتها “بلومبرغ”. ويُتوقع أن يأتي الجزء الأكبر من هذا النمو من غيانا، حيث سجلت الشركة عام 2015 أكبر اكتشاف نفطي منذ جيل كامل.
توسع جديد لـ”إكسون” في غيانا
تشمل خطط الشركة إضافة ثلاث وحدات إنتاج عائمة جديدة في غيانا حتى عام 2029، ما سيرفع القدرة الإنتاجية اليومية للبلاد إلى نحو 1.5 مليون برميل، أي ما يعادل تقريباً إنتاج نيجيريا العضو في “أوبك” حالياً. وقد تجاوز الإنتاج الفصلي من الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية مستوى 700 ألف برميل يومياً، وهو رقم قياسي.
كما تراهن “إكسون موبيل” على نمو الإنتاج في حوض برميان داخل الولايات المتحدة، في وقت يخفض فيه منافسوها تقديراتهم، إلى جانب استثماراتها في قطاع التكرير بكلٍّ من سنغافورة وروتردام والمملكة المتحدة. وقد وقّعت الشركة مؤخراً اتفاقاتٍ للاستكشاف النفطي مع كلٍّ من العراق وترينيداد وتوباغو.
رهانات “إكسون” على التكرير والاستكشاف
يبدو تركيز وودز على التوسّع متعارضاً مع واقع السوق التي تعاني فائضاً في المعروض النفطي، لكن الرئيس التنفيذي يؤكد أنه يضيف طاقات إنتاجية منخفضة التكلفة ستظل ضرورية لعقودٍ مقبلة، حتى إذا استقرت أو تراجعت معدلات الطلب على الخام بفعل التحوّل في مصادر الطاقة. وتستطيع مشروعات غيانا وحوض برميان تحقيق التعادل حتى في حال انخفاض أسعار النفط إلى ما دون 35 دولاراً للبرميل.
قد يهمك: النفط يتجه لتسجيل خسارة شهرية ثالثة وسط ترقب لاجتماع “أوبك+”
وليست هذه المرة الأولى التي يسعى فيها وودز إلى التوسع في فترات انخفاض الأسعار، إذ كانت أسهم “إكسون موبيل” قد سجلت أداءً دون المتوسط بين عامَي 2018 وبداية جائحة كورونا، حين استثمر بقوة في مشروعات جديدة، لكنها حققت لاحقاً تحولاً لافتاً مع تعافي الطلب على الطاقة في عامَي 2022 و2023.
قال وودز في البيان: “حققنا أعلى أرباحٍ للسهم مقارنة بأي ربع آخر في بيئة أسعار نفط مماثلة… لا توجد شركة أخرى في قطاعنا تعمل بهذا الحجم، أو بهذا المستوى من الابتكار، أو تحقق هذا القدر من القيمة”.
 
				 
					 
					


