اخر الاخبار

أحمد الشرع: نتطلع للتعاون الاقتصادي والتنموي مع السعودية

أكد القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع على أن “الثورة السورية انتهت مع سقوط النظام ولن نسمح بتصديرها إلى أي مكان آخر”، وأعرب عن تطلعه للتعاون الاقتصادي والتنموي مع السعودية، خاصة بعد أن أصبح “الأمن الاستراتيجي الخليجي أكثر أمناً وأماناً”، مشيراً إلى “السعي لبناء علاقات استراتيجية فاعلة” مع الدول العربية، في مقابلة مع “الشرق الأوسط”.

شدد أحمد الشرع في المقابلة التي جرت في قصر الشعب الرئاسي بدمشق، الخميس، على أن بلاده “لن تكون منصة لمهاجمة أو إثارة قلق أي دولة عربية أو خليجية مهما كان”.

تكتب سوريا فصلاً جديداً في تاريخها بعد سيطرة قوات المعارضة المسلحة على العاصمة السورية دمشق، عقب 11 يوماً من بدء عملية أسمتها ردع العدوان بقيادة هيئة تحرير الشام التي تتمركز في مدينة إدلب شمال غرب سوريا، وإسقاط نظام بشار الأسد.

الشرع أعرب عن تطلعه إلى “الحالة التنموية المتقدمة التي وصلت إليها بلدان الخليج ونطمح إليها لبلدنا”، وأشار إلى أن “السعودية وضعت خططاً جريئة جداً ولديها رؤية تنموية نتطلع إليها أيضاً. ولا شك أن هناك تقاطعات كثيرة مع ما نصبو إليه، ويمكن أن نلتقي عندها، سواء من تعاون اقتصادي أو تنموي أو غير ذلك”.

وكانت وزارة الخارجية السعودية قالت عبر منصة “إكس” الأسبوع الماضي: “تؤكد المملكة وقوفها إلى جانب الشعب السوري وخياراته في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ سوريا لتدعو إلى تضافر الجهود للحفاظ على وحدة سوريا وتلاحم شعبها، بما يحميها من الانزلاق نحو الفوضى والانقسام، كما تؤكد دعمها لكل ما من شأنه تحقيق أمن سوريا واستقرارها بما يصون سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها”.

وختمت بيانها: “قد آن الأوان لينعم الشعب السوري، بالحياة الكريمة التي يستحقها، وأن يساهم بجميع مكوناته في رسم مستقبل زاهر يسوده الأمن والاستقرار والرخاء، وأن تعود لمكانتها وموقعها الطبيعي في العالمين العربي والإسلامي”.

وقال الشرع إن “ما قمنا به وأنجزناه بأقل الأضرار والخسائر الممكنة.. أعاد المشروع الإيراني في المنطقة 40 سنة إلى الوراء”.

مصالح كبرى للمنطقة

الشرع أضاف: “اليوم نقول إن الأمن الاستراتيجي الخليجي أصبح أكثر أمناً وأماناً”، مشيراً إلى أن سوريا كانت “تحولت منبراً لإيران تدير منه 4 عواصم عربية أساسية وعاثت حروباً وفساداً في الدول التي دخلتها، وهي نفسها التي زعزعت أمن الخليج وأغرقت المنطقة بالمخدرات والكبتاغون. بالتالي ما قمنا به وأنجزناه بأقل الأضرار والخسائر الممكنة من إخراج للميليشيات الإيرانية وإغلاق سوريا كلياً كمنصة للأذرع الإيرانية، وما يعني ذلك من مصالح كبرى للمنطقة برمتها، لم تحققه الوسائل الدبلوماسية وحتى الضغوط”.

“نحن اليوم في مرحلة بناء الدولة”، مشدداً على أن سوريا لن تكون منصة لمهاجمة أو إثارة قلق أي دولة عربية أو خليجية مهما كان، وأكد: “نسعى لبناء علاقات استراتيجية فاعلة” مع الدول العربية.

وبعد 10 أيام من سقوط نظام بشار الأسد، بدأ تدفق الدماء في شرايين الاقتصاد السوري، ليعلن المصرف المركزي عن إعادة تشغيل أجهزة الصراف الآلي، فضلاً عن انتعاش سعر صرف الليرة لتُتداول عند مستويات ما قبل سقوط الأسد، كما استأنفت المطارات الرئيسية في سوريا عملها، وعادت الشاحنات القادمة من الأردن لدخول الأراضي السورية وسط مطالب بإعادة النظر في العقوبات لتيسير إعادة الإعمار.

قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، جير بيدرسن، أمام مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، إن التحرك الملموس نحو انتقال سياسي شامل في سوريا سيكون مهماً لضمان حصول البلاد على الدعم الاقتصادي الذي تحتاجه. وأضاف بيدرسن: “هناك استعداد دولي واضح للمشاركة.. الاحتياجات هائلة ولا يمكن معالجتها إلا بدعم واسع النطاق، بما في ذلك إنهاء سلس للعقوبات، واتخاذ إجراءات ملائمة بشأن تصنيف (الجماعات) أيضاً، وإعادة الإعمار الكامل”.

وعن لبنان، أكد الشرع: “لا نسعى لأي علاقة تسلطية مع الجار اللبناني بل علاقة احترام متبادل، ولا نريد التدخل في الشأن الداخلي اللبناني فلدينا ما يكفي من عمل في بلدنا. نريد بناء علاقات جيدة وسنقف على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين وما يرضيهم يرضينا”.

وقال الشرع “دخل كثيرون إلى الثورة السورية”، و”سوريا تعبت من الحروب ومن كونها منصة لمصالح الآخرين ونحن بحاجة لإعادة بناء بلدنا وبناء الثقة فيه، لأن سوريا بلد في قلب الحدث العربي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *