اخر الاخبار

“آنت” المدعومة من جاك ما تكشف عن أول روبوتاتها الشبيهة بالبشر

كشفت مجموعة “آنت غروب” (Ant Group) المدعومة من جاك ما، يوم الخميس، عن أول روبوت شبيه بالبشر من تطويرها، لتنضم رسمياً إلى جهود الشركات الصينية المتصاعدة لمنافسة الولايات المتحدة في تسويق هذه التقنية الرائدة.

استعرضت وحدة الشركة “شنغهاي آنت لينغبو تكنولوجي” (Shanghai Ant Lingbo Technology)، المعروفة أيضاً باسم “روبيانت” (Robbyant)، نموذجها البشري “آر 1” (R1) خلال فعاليات مؤتمر “إنكلوجن 2025” (Inclusion 2025) المنعقد على ضفاف البوند في شنغهاي. ويستطيع الروبوت أن يعمل كمرشد سياحي، أو يفرز الأدوية داخل الصيدليات، أو يقدم استشارات طبية، أو يؤدي المهام الأساسية في المطبخ.

سباق الروبوتات البشرية

أصبحت “آنت” أحدث الأسماء البارزة التي تدخل مضمار الروبوتات الشبيهة بالبشر، وهو مجال ناشئ تتنافس فيه شركات مثل “تسلا” (Tesla)، إلى جانب شركات واعدة مثل “يونيتري روبوتيكس” (Unitree Robotics) في هانغتشو. وتستعد الصين، التي تتفوق بالفعل من حيث كثافة الروبوتات في مصانعها مقارنة مع الولايات المتحدة واليابان، لدفع الروبوتات الشبيهة بالبشر نحو أداء مهام أكثر تعقيداً.

اقرأ أيضاً: “يونيتري” الصينية: الروبوتات الشبيهة بالبشر ما زالت تفتقر إلى الذكاء الاصطناعي

وعلى خلاف الشركات الأخرى التي تركز على تطوير العتاد، توجه “آنت” (Ant) جهودها نحو تطوير برمجيات أدمغة الروبوتات. وترى الشركة أن الروبوتات البشرية ستكون بوابة استراتيجية لنشر روبوتات الدردشة والمساعدين المعتمدين على الذكاء الاصطناعي، مراهنة على أن النماذج الكبيرة للذكاء الاصطناعي، التي لا تزال في مراحلها الأولى في التحول المجتمعي، ستغير قريباً طريقة تفاعل البشر مع الآلات، وفق ما أوضحه تشو شينغ، الرئيس التنفيذي لشركة “روبيانت”.

وقال تشو: “إذا دخلت الروبوتات البشرية إلى المنازل، فلن تقتصر مهمتها على المساعدة في الأعمال اليومية، بل ستعمل كأدمغة فائقة الذكاء، من خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي السحابي للمساعدة في مزيد من المهام”. وأضاف: “من المنطقي أن تقوم (آنت) بهذه الخطوة، فغايتنا هي تسهيل حياة الناس، سواء في مجال المدفوعات أو التمويل أو الخدمات الرقمية العامة”.

رغم أن “آنت” تُعرف بأنها شركة تكنولوجيا مالية تقف وراء منصة المدفوعات الرقمية “على باي” (Alipay)، فقد ضخت استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدرتها التنافسية في عصر جديد تقوده تطبيقات مثل “تشات جي بي تي” (ChatGPT) و”ديب سيك” (DeepSeek). كما تعمل على تطوير نموذج لغوي كبير خاص بها تحت اسم “بايلينغ” (BaiLing)، وتختبر وسائل لتدريبه باستخدام أشباه موصلات صينية الصنع منخفضة التكلفة.

شراكات مع موردين صينين

صُنع الروبوت “آر 1” باستخدام مكونات من موردين صينيين، من بينهم شركة “تي آي 5 روبوت” (Ti5 Robot) التي زودت وحدات المفاصل، وشركة “غالاكسيا إيه آي” (Galaxea AI)، المدعومة من “آنت”، التي وفرت الهيكل، وفقاً لأشخاص مطلعين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لخصوصية المعلومات. وأضافوا أن الشركة تجري أيضاً محادثات مع “يونيتري” و”أوربيك” (Orbbec) المدرجة في بورصة شنغهاي. ولم ترد “آنت” ولا الشركات الأخرى على استفسارات أُرسلت عبر البريد الإلكتروني بشأن الموردين.

طالع أيضاً: جاك ما يدعم جهود “آنت غروب” المستقبلية في الذكاء الاصطناعي

في هذا السياق، قال آندي موك، وهو باحث أول في بكين لدى مركز الأبحاث غير الحكومي “سنتر فور تشاينا آند غلوبالايزيشن” (Center for China and Globalization)، إنه “يمكن إسناد عملية تصنيع الأجزاء إلى جهات خارجية بسهولة نسبية، لكن الأهم هو تطوير نموذج قوي وقابل لمزيد من التطوير”. وأضاف أن “أحد أهم المتطلبات سيكون نموذج الذكاء الاصطناعي نفسه، وليس بالضرورة عمليات التصنيع أو الهندسة. فالصين لديها منافسون أقوياء في هذا المجال”.

استخدامات روبوت “آنت” البشري

يتيح النموذج الكبير للذكاء الاصطناعي لدى “آنت” للروبوت “آر 1” التخطيط الشامل للمهام المعقدة. فقد أوضحت الشركة أن تقنيتها تساعد الروبوت على التخطيط والتنفيذ لمهام مثل إعداد وتقديم الوجبات. كما يمكنه نظرياً تعلم وصفات جديدة واستخدام أدوات متنوعة بدءاً من المقالي حتى الأفران، بفضل نظام الإدراك المكاني القادر على تمييز العلاقات بين الأشياء مثل الطاولات والأجهزة المنزلية.

لم تتحقق “بلومبرغ نيوز” بشكل مستقل من صحة ادعاءات “آنت”. وبسبب اعتبارات تتعلق بالسلامة، لا تزال الشركة تختبر روبوتها في أماكن مثل مراكز الرعاية المجتمعية والمطاعم، ولم تطرحه بعد في السوق أمام المستهلكين الأفراد أو تحدد سعره. وعلى المدى الطويل، تستهدف “آنت” تطوير روبوتات للمرافقة وتقديم الرعاية، مصممة لتعزيز جودة الحياة اليومية عبر أداء مهام من الدعم الطبي وحتى المساعدة في الأعمال المنزلية.

اقرأ أيضاً: “آنت” المدعومة من جاك ما تروج لذكاء اصطناعي برقائق صينية

كما أن “آنت”، التي استثمرت في “يونيتري” (Unitree) ودرست تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية لسنوات، طرحت في يونيو تطبيق ذكاء اصطناعي تحت اسم “إيه كيو” (AQ)، يُحلل التقارير الطبية ويقدم توصيات طبية. وجاء ذلك عقب استحواذها هذا العام على منصة الرعاية الصحية الصينية عبر الإنترنت “هودف.كوم” (Haodf.com).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *