آسيا تتحد ضد رسوم ترمب: الصين واليابان وكوريا نحو انفتاح تجاري

جدد كبار المسؤولين التجاريين في الصين واليابان وكوريا الجنوبية دعوتهم لتدفق السلع بشكل مفتوح وعادل، وتعهدوا بتعميق العلاقات الاقتصادية، وذلك قبل أيام قليلة من دخول الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة حيّز التنفيذ.
واجتمع وزير الصناعة الكوري الجنوبي آن دوك-غون، ونظيراه الياباني يوجي موتو، والصيني وانغ وينتاو، في سيؤول يوم الأحد لمناقشة اتفاق تجارة حرّة ثلاثي. ورغم عدم تسجيل تقدّم ملموس نحو اتفاق نهائي، فإن اللقاء عكس استعداداً متزايداً من الدول الثلاث لتعزيز التعاون الاقتصادي في مواجهة تصعيد السياسات الحمائية من جانب الولايات المتحدة.
وقال الوزراء في بيان مشترك: “أدركنا بشكل خاص الحاجة إلى استمرار التعاون الاقتصادي والتجاري الثلاثي لمواجهة التحديات الجديدة وتحقيق نتائج ملموسة في مجالات محورية”.
يأتي الاجتماع بينما تستعد الولايات المتحدة لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات بدءاً من الساعة 12:01 صباحاً بتوقيت واشنطن يوم 3 أبريل. وتُعد كوريا الجنوبية واليابان من أبرز مصدّري السيارات إلى السوق الأميركية.
كما يُتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قريباً عن رسوم جمركية “متبادلة”، قد تطال قطاعات حساسة مثل أشباه الموصلات والأدوية، ما يُنذر بضربة قوية لاقتصاد كوريا الجنوبية، المعتمد بشكل كبير على صادرات الرقائق الإلكترونية.
قلق الحلفاء التقليديين لواشنطن
وتندرج الدول الثلاث ضمن قائمة الدول المستهدفة من قبل إدارة ترمب. ففي حين تخوض الصين مواجهة تجارية محتدمة مع الولايات المتحدة، فإن التوسّع في استخدام الرسوم يُظهر أن حتى الحلفاء التقليديين لواشنطن، مثل اليابان وكوريا الجنوبية، ليسوا بمنأى عن التهديدات.
ويتماشى هذا الاجتماع مع الرسائل التي تواصل بكين إرسالها، والتي تؤكد انفتاحها على الأعمال، في تناقض صارخ مع نهج “أميركا أولاً” الذي تتبناه الإدارة الأميركية.
وفي السياق ذاته، التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ بمجموعة من قادة الأعمال العالميين في بكين يوم الجمعة، في محاولة لتعزيز ثقة المستثمرين وسط تصاعد القلق بشأن مستقبل التجارة الدولية. وشارك في الاجتماع كل من وانغ وينتاو، والرئيس التنفيذي لـ”سامسونغ إلكترونيكس” جيه واي لي، والرئيس التنفيذي لـ”إس كاي هاينيكس” كواك نو-جونغ، وهما شركتان كوريتان جنوبيتان بارزتان.
كما تعهّد الوزراء الثلاثة بتعزيز “الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة”، وهي إطار يهدف إلى تبسيط سلاسل التوريد وتعزيز التجارة والاستثمار بين أكبر اقتصادات آسيا، وعلى رأسها الصين واليابان وكوريا الجنوبية، فيما لا تشارك الولايات المتحدة في هذا الاتفاق.
وقد دفعت رسوم السيارات الأميركية اليابان إلى بحث إجراءات لحماية الوظائف المحلية، بينما قالت كوريا الجنوبية إنها ستتخذ خطوات طارئة لدعم شركات صناعة السيارات لديها. أما الصين، فقد ردّت بإجراءات جمركية انتقامية، بالتوازي مع جهودها لاستقرار علاقاتها مع شركائها التجاريين الرئيسيين.
ويأتي هذا اللقاء بين مسؤولي التجارة بعد اجتماع سابق لوزراء الخارجية في طوكيو، على أن تستضيف اليابان القمة المقبلة لزعماء الدول الثلاث.